صناعة الأزياء هي واحدة من أكبر الصناعات وأكثرها أهمية وعولمة في وقتنا الحالي؛ لأن معظم الدول التي تنتج الأزياء ليس فقط للاستهلاك المحلي، ولكن للتصدير لسوق الأزياء العالمية بأكملها. وبالتقدم التكنولوجي في الإنتاج والتغيرات المجتمعية في الثروة للمستهلكين والنمو المتسارع، أدى ذلك إلى ظهور الأزياء السريعة أو ما تسمى بالموضة السريعة، وترتب على ظهورها آثار بيئية واجتماعية.
صناعة الأزياء
لأن صناعة الأزياء السريعة تعتمد على تقديم كل ما هو حديث في عالم الموضة بشكل سريع للمستهلكين وبجودة وسعر منخفضين. ويشير مفهومها إلى ” أنها مجموعة الأزياء منخفضة التكلفة في التصميم والإنتاج تحاكي تصاميم الأزياء العالمية الفاخرة “. وهي أيضا فلسفة التصنيع والاستجابة السريعة JIT(Just-in-Time) التي تستغرق أسابيع فقط للحصول على المنتج النهائي.
صناعة الأزياء السريعة
ومع السرعة الهائلة التي تعصف بهذه الصناعة وخاصة خلال آخر سنتين مع التطور التقني شهدت هذه الصناعة ظهور مفهوم الـ Ultra-fast fashion، أي تصنيع وإنتاج الأزياء السريعة بشكل أسرع من سرعة تصنيع الأزياء السريعة، وبالتالي وصولها وبشكل أسرع للمستهلك، وأبرز أمثلة هذا المفهوم الجديد هو ظهور أزياء بتصاميم جديدة كل أسبوع على مختلف تطبيقات الأزياء. سابقاً كان للأزياء موسمان رئيسان صيف\ربيع أو خريف\شتاء وأصبحت الآن مواسمها تتخطى الخمسين موسما مُصغرا مع الأزياء السريعة. ومع ظهور مفهوم الـ Ultra-fast fashion يتوقع أن يتخطى العدد مواسم الأزياء السريعة وفق صحيفة ” Sunday Style Times”.
وعلى الرغم من تطور واستمرارية صناعة الأزياء السريعة فإنها تعد أزياء غير مستدامة، وذلك بسبب دورة حياتها السريعة جداً، التي تبدأ من مراحل التصميم إلى الإنتاج ومن ثم الاستخدام إلى التخلص منها من قبل المستهلك بسرعة كبيرة وذلك بسبب قلة جودتها وسرعة استهلاكها. بالإضافة إلى آثارها التي طالت البيئة من حيث استهلاك المياه والموارد بشكل يفوق الحاجة إلى آثارها الاجتماعية سواء للعاملين في المصانع أو حتى في سلوك المستهلك تجاه الشراء السريع والمتكرر من غير وعي.
فالتحدي الرئيسي تجاه هذه الصناعة هو العمل على تعديل نموذج التصنيع بشكله الحالي إلى شكل يحسن من حالة البيئة وعدم إهدار الموارد إضافة إلى وعي المستهلكين وتغييرهم لعادات التسوق للمساهمة في الحد من الآثار المترتبة على العولمة في الوقت الحالي.