عروض

نشطاء البيئة وعروض الأزياء

11 فبراير، 2024

لا تزال حتى يومنا الحاضر قضايا صناعة الأزياء وتأثيرها المباشر على البيئة والإنسان متصدرة أهم القضايا الشائكة في هذه الصناعة، وتُعد من أهم الأجندات التي يتم مناقشتها في المحافل والاجتماعات الخاصة بهذه الصناعة، ويرجع السبب الأول للأضرار البالغة التي تم رصدها والمطالبة بتحسين هذه الصناعة، وكذلك الحد من الإهدار العالي لموارد البيئة من نباتات ومياه وجلود الحيوانات. وعلى مر السنوات كان لنشطاء البيئة حضور قوي وتأثير عال في مجتمع الأزياء وصناعتها، وتُعد عروض الأزياء حول عواصم الموضة وقتًا مناسبًا لحصد أكبر تفاعل وضجة إعلامية تعمل كورقة ضغط على المسؤولين، بالإضافة إلى وصول رسائلهم بشكل أسرع لشرائح مختلفة من المستهلكين.

حيث عدّ نشطاء البيئة منصة عروض الأزياء منصة قوية يمكن تسخيرها في قضاياهم، كون أن الأزياء وصناعتها هي شكل من أشكال الفن، ولطالما استخدم الفن من الأزل كوسيلة للتعبير عن جميع المشاعر والقضايا والمطالبة بالتغيير للأحسن، ويمكن القول بأنه عكس بشكل إيجابي على هذه الصناعة، حيث شهدت منصات العروض للأزياء استجابة سريعة من قبل المصممين ودور الأزياء في الاعتراف بأضرار صناعة الأزياء بشكلها الحالي، والعمل على تحسين دورة هذه الصناعة بشكل مستدام يعمل على إنتاجها بشكل مناسب للبيئة والإنسان، ويحفظ الموارد البيئة المختلفة، حيث أصبحت الأزياء المستدامة والمحافظة على البيئة شعار المرحلة الحالية في صناعة الأزياء.

ولا يزال العمل قائمًا على تغيير المفهوم العام لعروض الأزياء وصناعتها بشكل يواكب متطلبات هذا العصر، لكون أن الإفراط في الإنتاج لهذه الصناعة يُعد أهم المشاكل وأكبرها، حيث يعمل كثير من النشطاء في البيئة للعمل على تحفيز التحول نحو نماذج أعمال جديدة في الصناعة لا تعتمد على الإنتاج العالي ومن ثم الإهدار، بل على الاستدامة بصور متنوعة، وتعزيز ذلك في هذه الصناعة والعمل على تبني هذا المفهوم.

ويمكن القول بأن المصممين ونشطاء البيئة عملوا على الوصول إلى حلول لمعالجة مشكلة البيئة والصناعة وتقديم مقترحات متنوعة تُثري هذا المجال، وتُعزز من المسؤولية المجتمعية، حيث تشكل الموضة والبيئة شراكة للمستقبل للعمل على ممارسات أفضل في هذه الصناعة. وكما يقال: الموضة تعكس العصر الذي نعيش فيه، ولذلك سعى الكثير لتصحيح الوضع القائم في هذه الصناعة.

كيف أثر نشطاء البيئة على عروض الأزياء

الضغط لتبني الممارسات الاستدامة، نشطاء البيئة يعملون على تحفيز صناعة الأزياء لتبني ممارسات أكثر استدامة في نهج صناعتها، بدءًا من اختيار المواد المستدامة وانتهاءً بعمليات الإنتاج الصديقة للبيئة.

تسليط الضوء على التحقق من الأثر البيئي، نشطاء البيئة يسعون لتحفيز العلامات التجارية لتكون أكثر شفافية بشأن تأثيرها البيئي، بما في ذلك مصدر المواد وشروط الإنتاج.

الحث على إعادة التدوير والاستخدام، يشجع نشطاء البيئة على التفكير في التصميم لتسهيل عمليات إعادة التدوير، ودعم مفهوم الاستخدام المتكرر للملابس مستقبلاً بعد الاستخدام.

تشجيع على الموضة المستدامة، يعزز النشطاء التوجه نحو الموضة المستدامة وشراء ملابس عالية الجودة التي تدوم طويلاً بدلاً من التسوق السريع والتخلص السريع من الملابس.

التفاعل مع العلامات التجارية، يتفاعل نشطاء البيئة مع العلامات التجارية للضغط عليها لتحقيق التحول نحو ممارسات أكثر استدامة والاستجابة لمطالب المستهلكين المتزايدة.

التوعية حول استهلاك الملابس، وذلك بحملات توعية حول أثر استهلاك الملابس بشكل كبير على البيئة، محفزين المستهلكين على اتخاذ قرارات استدامة في اختيار ملابسهم.

المشاركة في حدث الأزياء المستدامة، عبر تنظيم وحضور فعاليات الأزياء المستدامة التي تعرض تصاميم مستدامة وتبرز القضايا البيئية.

ونشطاء البيئة قد لعبوا دوراً متزايد الأهمية في توجيه الضوء على قضايا الاستدامة والأثر البيئي لصناعة الأزياء. في السنوات الأخيرة، تزايد الوعي بتأثير صناعة الأزياء على البيئة، بما في ذلك استهلاك الموارد الطبيعية، وتلوث المياه والهواء، وكميات النفايات الناتجة عن إنتاج الملابس.