ازياء

كيف نمثل ثقافتنا العربية في مجال الموضة والأزياء دون التأثر بالمنظور الغربي؟

19 أغسطس، 2024

لطالما كانت الأزياء والموضة أداة فعّالة للتعبيرعن الهوية الثقافية والتراث الإنساني الملموس للشعوب والدول، بل أصبحت هي الراوي لتاريخ الشعوب والمرآة العاكسة لهوياتهم وثقافاتهم.

ففي كل حضارة عبر التاريخ، نجد أنماطًا وألوانًا وأقمشةً مميزة تعكس الروح الثقافية الحقيقة لأي شعب أو دولة أو حتى إقليم.

أما في حاضرنا اليوم، تعاظم اهتمام العالم بدمج العناصر الثقافية في عالم الموضة ليس فقط كوسيلة للاحتفاء بالتنوع التراثي حول العالم، ولكن كطريقة من المصممين والمهتمين بالأزياء والموضة لتعميق الفهم لهذا التراث، من خلال الدمج بين القديم والجديد، التقليدي والمعاصر، المحلي والعالمي في صناعة الأزياء والموضة وبهذا التمثيل تبرز الأهمية الأكبر لهذا الإرث العريق، مع العمل على إطفاء لمسة إبداعية تعكس تطور الأذواق، فتمثيل الثقافة في الأزياء والموضة يعد أكثر من مجرد إضافة جمالية للقطع والإطلالات؛ بل هو تجسيد حي للهوية والانتماء برسائل للتعبير عن الاحترام والفخر بالتراث، ورغبة صادقة في مشاركة هذا الجمال مع العالم أجمع.

ومن المهم العمل في هذه الصناعة تعزيزًا لحضور الثقافة العربية في أزيائنا بنقوشنا وألواننا وحتى في تصاميمنا ومعاييرنا كمجتمعات عربية لها طابع فريد ولمسة فنية تثري هذه الصناعة العالمية، حيث يعد تمثيل الثقافة في عالم الأزياء والموضة رابطًا يجمع بين الشعوب المختلفة، مُعزِّزًا بذلك الفهم والاحترام المتبادل من خلال أنماط الأزياء في الألوان، أو النقوش، أو الأقمشة، أو التصاميم، حيث يمكن للأزياء أن تروي قصص التراث وتعكس الهوية والثقافة في أشكال أنيقة يسهُل اقتناؤها.

 بعض طرق تمثيل الثقافة العربية في مجال الموضة والأزياء:

الأزياء التقليدية

فالأزياء التقليدية تعد كنزًا عريقًا يعكس التقاليد والثقافة بأسلوب إبداعي مميز، من خلال الاستلهام من تفاصيلها، سواء في خطوط تصميمها أو طريقة ارتدائها أو ما يميزها والعمل على تقديمها بأسلوب معاصر ويواكب المتطلبات الحديثة؛ مما يعزز من مكانتها ويبرز قيمتها الثقافية بطرق مبتكرة ومؤثرة.

الإكسسوارات التقليدية

هي اللمسة الفنية التي تضيف بعد جمالي وثقافي للأزياء والموضة، باعتبارها عنصرًا يعزز من جمال وإبداع الأزياء في الموضة، سواء بإضافتها بأشكالها التقليدية أو تقديمها بطابع عصري أنيق يمثل حضورها بكل إبداع وأناقة.

النقوش التقليدية

هي الإرث الثقافي العاكس للتاريخ الممتد عبر الأجيال، فهذه النقوش ليست مجرد زينة؛ بل هي رموز تحمل في طياتها دلالات عميقة عن الهوية والتقاليد وتُعتبر من الإرث الثقافي القيّم لأي مصمم لأنها طريقة مميزة للتعبير عن الإبداع التراثي بصور متنوعة في الأزياء والموضة.

الأحداث والمناسبات

هي فرصة ذهبية عظيمة للعمل على تمثيل الثقافة العربية بشكل مشرف ومبهر، باعتبارها منصة لإبراز التراث الثقافي الغني والمتنوع للعالم، خاصة مع انتشار وسائل الإعلام والتغطيات المستمرة، تصبح هذه الأحداث محط اهتمام للجمهور العالمي.

من الضروري أن يتم تمثيل الثقافة العربية في عالم الموضة بأسلوب يحافظ على الأصالة، بعيدًا عن الهيمنة الغربية أو التأثر بمنظورها، ومن أجل حماية هوية الثقافية العربية وضمان عدم تشويهها؛ يجب تعزيز حضورها في الصناعات العالمية وبتبني هذا النهج؛ نُسهم في الحفاظ على التراث الثقافي ونشره للعالم، مما يضيف غنى وعمق لصناعة الأزياء والموضة حول العالم.

لذا؛ هي دعوة لكل مصمم، محب، منسق مظهر، أو مهتم في صناعة الأزياء والموضة إلى الاحتفاء بالتنوع الثقافي العربي من خلال الأزياء، والعمل على دعم بعضنا البعض في تقديم التراث بشكل إبداعي ولمسات فنية تواكب العصر، وتعزز للأجيال القادمة جمال وأصالة تقاليدنا وثقافاتنا.