عروض

عروض الأزياء ماضيها ومستقبلها

11 فبراير، 2024

عروض الأزياء ظاهرة عالمية مرتقبة من جميع المهتمين والمحبين لعالم الأزياء والموضة، وتتوجه جميع الأعين لعواصم الموضة الرئيسية لتغطية هذا الحدث وما يصاحبه من زخم. وتعود بدايات عروض الأزياء إلى ستينيات القرن التاسع عشر عندما استعان مصمم الأزياء الإنجليزي تشارلز فريدريك وورث بنساء للعمل على تقديم مجموعته الجديدة في باريس.

عروض الأزياء في الماضي

العروض الحصرية، وتعود بداياتها إلى القرن التاسع عشر، حيث كانت تقام عروض خاصة تسمى “العروض الكبيرة” لعرض تصاميم المصممين. كانت هذه الفعاليات تستهدف الطبقة الراقية من المجتمع. ومن ثم مع مطلع القرن العشرين بدأت العروض الحية للأزياء في لندن ونيويورك بشكل مصغر جداً في دور المصممين أو أماكن مغلقة صغيرة تحت اسم «استعراض الموضة»، وكان يكتفى بعرض مجموعة واحدة في السنة، وكان الحضور مقتصراً فقط على المشترين للأزياء أو من ينوب عنهم، وكان التصوير ممنوعاً خوفا من نسخ التصاميم وانتشارها قبل حصول المشترين على أزيائهم.

تأثير المجلات والصحف، كانت الحرب العالمية الثانية هي بداية التغيير لقطاع الأزياء والموضة والعروض المصاحبة لها، خاصة بعد انتهاء الحرب والرغبة الكبيرة للجمهور إلى العودة للحياة والموضة، فكان المظهر الجديد الذي حمل توقيع المصمم كريستيان ديور أحد رموز هذا العصر الجديد معلناً بذلك بداية فترة الأنوثة والبذخ وعودة الاستعراضات للموضة، وبدء انطلاق ما يسمى بعروض الأزياء مواسمها في عواصم الموضة الرئيسية آنذاك. وبدأت المجلات والصحف في تغطية عروض الأزياء، مما أسهم في نقل أخبار الموضة والتصاميم للجمهور العام. بدأ الناس يصبحون أكثر وعياً بآخر صيحات الموضة.

تطور عروض الأزياء، ومع بداية ستينيات القرن العشرين شهدت عروض الأزياء تحولاً كبيرًا سواء في مشي العارضات بخفة ومرح، ودخول الموسيقى مع العرض، وتحولت العروض للأزياء إلى عروض إنتاجية مصغرة تتزين بالإضاءات والمؤثرات الصوتية، والبعض أدخل عروضاً مسرحية مصاحبة لعرض الأزياء. وكانت للملابس الجاهزة وصناعتها تأثير كبير في عروض الأزياء في ستينيات القرن العشرين، فأصبحت العروض بشكل أكبر وبمسارح ومعدات متطورة، بالإضافة إلى كون الصحافة والمصورين مدعوين لحضور هذه العروض للتصوير وتغطية الحدث بشكل إعلامي كبير.

وأصبحت عروض الأزياء تحظى بشعبية كبيرة وزخم إعلامي كبير، وتسعى أهم دور الأزياء والمصممين إلى تنفيذ عروض أزياء ضخمة بالتعاون مع شركات فنية كبرى بأفكار متنوعة، مثل عرض أزياء تييري موغلر في ملعب زينيث بباريس، أو عرض كارل لاغرفيلد لعلامة فيندي في سور الصين العظيم.

عروض الأزياء في الوقت الحالي والمستقبل

وفي الوقت الحالي توجه قطاع الأزياء إلى الاستفادة من الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي في تقديم عروض أزياء أونلاين يمكن حضورها وتفاعل الجمهور معها أو عروض في العالم الرقمي في عالم الميتافيرس، وعرض المجموعات أولا بأول، بالإضافة إلى توظيف التقنية في تلبية الرغبات والطلبات المسبقة للمجموعات الحصرية، مما ساهم ذلك في تداول الموضة بشكل أسرع.

تكنولوجيا الواقع الافتراضي، من المتوقع أن تسهم تكنولوجيا الواقع الافتراضي في تحول عروض الأزياء، عبر الإنترنت بتجربة واقع افتراضي تعكس تفاصيل الملابس والأقمشة بشكل أفضل.

استدامة الأزياء، يتوقع أن يزداد التركيز على استدامة الأزياء في المستقبل، حيث ستعكس العروض مزيداً من الجهود لتحسين ظروف الإنتاج والتأثير البيئي لصناعة الموضة.

 التفاعل المباشر مع المستهلكين، يمكن أن يتطور دور المستهلكين في عروض الأزياء في المستقبل، حيث يشمل ذلك فرصًا للمشاركة المباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتعديل التصاميم بناءً على تفاعل المستهلكين.

وعلى مر العصور، شهدت عروض الأزياء تطورات كبيرة، ومن المتوقع أن يستمر هذا التطور في المستقبل، حيث إن دور التكنولوجيا والاستدامة في عروض الأزياء لها دور حاسم في تحديد شكل واتجاهات عروض الأزياء القادمة، مما يسهم في تحقيق توازن بين الأصالة والتطور.