في عصور الحضارة الإسلامية، تألقت الأزياء بأسلوب فريد يعكس الثقافة والفخر بالهوية الإسلامية. وكانت الأزياء تعبر عن التراث والفخامة، وتشكلت تحت تأثير الفنون والعلوم والتقاليد الثقافية. وقد شهدت الحضارة الإسلامية ابان حكم الدولة الأموية والعباسية تطور كبير في الملابس وصناعتها ويرجع الفضل إلى وصول الحضارة الإسلامية الى حضارات خارج نطاق الجزيرة العربية مما ساهم في نقل تقنيات الصناعة للنسيج والتطريز من دول البحر المتوسط وآسيا الوسطى وتوظيفها في الأزياء الإسلامية.
حيث استفاد الخلفاء بالدولة الاموية والعباسية من تقنيات الصناعة المتنوعة في هذه الدول وعمدوا الى نقلها ومشاركتها في شتى عواصم الدولة الإسلامية وتوظيفها بالشكل المناسب حسب قوانينهم في اللباس وغيرها.
دار الطراز في الحضارة الاسلامية
في الحضارة الإسلامية نشأ ما يسمى آنذاك بدار الطراز من قبل الاموين، والطراز هي كلمة فارسية أصلها “تراز” وتعني بالعربية التطريز المزخرف على الثياب، تقوم هذه الدار بإنتاج المنسوجات الفاخرة والمطرزة بالخيوط والشرائط بأشكال وتصاميم تتوافق مع قواعد اللبس الإسلامي في العهد الاموي.
فكان لدار الطراز في العهد الأموي بداية التطور والتنوع في الألبسة وما يطرز عليها إذا عرف أنه يوجد ما يسمى بثياب الخلافة وهي ثياب تتكون من ثلاث قطع من الحرير الطبيعي لونها أبيض ذات أشرطة مطرزة باللون الأصفر و يطرز عليها اسم الخلفية كذلك كالتي وجدت في مصر وهي من أقدم المنسوجات للخلفية الأموي مروان الأول.
وتواصل تطور فن الطراز الإسلامي في العهد العباسي خاصة عهد الخلفية هارون الرشيد إذا اعتبر دار مهام دار الطراز هي مهام من اختصاص الخليفة ويشرف عليها، فقد عرف عن الخلفية هارون الرشيد وهداياه من الاقمشة الفاخرة من الحرير والفراء وبعضها المطرز بالقصب لمن حوله.
ولم تكن دار الطراز حكراً على الأزياء فقط، بل تم انشاء مركز لتصنيع كسوة الكعبة الشريفة وأستارها بنقوش بارزة مميزة تعكس واقع الحضارة التي وصل اليها المسلمون ابان الدولة العباسية. كما أن دار الطراز استمر للعهد الفاطمي والايوبي وكذلك المالكي وتعددت فروعه في اقطار الدولة الإسلامية ليلبي حاجة الناس آنذاك.
كيف كانت الأزياء في الحضارة الاسلامية؟
تأثرت بشكل فني وثقافي، في حضارة الإسلام، كان للفنون والعلوم دور كبير في تشكيل طراز الأزياء. تمازجت التصاميم بين الهندسة الفنية والزخرفة الجميلة، ما أضفى على الأزياء لمسة من الترف والأناقة.
استخدام الأقمشة الفاخرة، كانت الأقمشة تشكل جزءًا هامًا من الطراز الإسلامي والأزياء. حيث استُخدم الحرير بأنواعه وكذلك الصوف بكثرة، وكانت مزينة بالتطريز والزخرفة بكل أناقة، مما أضفى لمسة فاخرة على الأزياء.
التصاميم الهندسية، كانت التصاميم الهندسية للأزياء في الحضارة الإسلامية تعكس الابتكار والدقة آنذاك والى يومنا الحاضر.
التطريز والزخارف، تميزت الأزياء في الحضارة الإسلامية بالتطريز والزخارف الفاخرة، سواء كان التطريز اليدوي أو باستخدام الخيوط الذهبية، و كانت هذه اللمسات الجمالية تعكس اهتماماً بالتفاصيل والدقة.
الحشمة، كانت الأزياء في الحضارة الإسلامية تحافظ على قيم الحشمة والاعتدال من منطلق الدين الاسلامي، حيث كانت الملابس تصمم لتغطية الجسم بشكل لائق وجميل.
وقد آشار العديد من الباحثين أن الأزياء في عهد الدولة الاموية والعباسية وما بعدها كانت تعكس عالم من الترف والفخامة وما آلت الية الدولة الإسلامية أن ذاك من تطور في شتى المجالات وبسبب اطلاعها على العديد من الحضارات والاستفادة منها في تكييف ما يناسب الحضارة الإسلامية.
حيث تألقت الأزياء في الحضارة الإسلامية برونق فريد من نوعه، اجتمع فيها الترف و الفخامة والحفاظ على التقاليد والهوية الإسلامية فيها. و لم تكن الأزياء مجرد ملابس فقط، بل كانت تعبيراً حيا عن الهوية الإسلامية و الأناقة، و لازالت حتى اليوم إرث الراقي يلهم الموضة حول العالم.