شهدت صناعة الملابس حول العالم تغيرات هائلة خلال الأعوام السابقة وكان للثورة الصناعية تأثير كبير ومباشر، وأصبح الخيارات متوفرة وعديدة أمام المستهلك في اختيار وشراء الملابس، فبالتالي يفضل المستهلكون الملابس الجاهزة بخيارتها المتعددة وأسعارها المرضية مقابل الملابس المصممة والمصنوعة خصيصا لهم.
وتعددت التحديات التي تواجه الخياطين سواء كانت تحديات في التكنولوجيا المستخدمة في المصانع للملابس الجاهزة مقابل التقنيات في معامل الخياطة حسب الطلب، سرعة التنفيذ ووفرة القطع وسهولة وصول المستهلك لخيارات متعددة خلال الانترنت أيضا، بالإضافة الى الاقبال الكبير من غالبية المستهلكين لها مما ساهم في تقليل الفرص لقطاع الخياطين والملابس المنتجة حسب الطلب.
ولا يخفى على أحد لطالما اُعتبرت الملابس المصممة حسب الطلب ملابس ذات سعر مرتفع مقارنة بالملابس الجاهزة وأصبح المستهلكون يفضلون زيارة الخياطين في العمل على تعديل الملابس الجاهزة سواء تصغير للمقاس أو توسيعه أو تقصير للطول أو العمل في إضافة تفاصيل جمالية حسب رغبة المستهلك و غيرها. واقتصر البعض من المستهلكين في الذهاب للخياطين للعمل على تصاميم خاصة لمناسبات خاصة بهم.
كيف يمكن أن يؤثروا الخياطين بقطاع صناعة الأزياء؟
يمكن أن يكون للخياطين تأثير بارز في قطاع صناعة الأزياء لمختلف الجوانب سواء كانت جوانب عملية إنتاجية أو عملية إبداعية من خلال:
تحقيق التصاميم، كون أن الخياط يعتبر من أهم العناصر الأساسية للعمل على تحقيق أي فكرة إبداعية الى واقع يمكن ارتدائه، حيث يتعاون الخياطون مع المصممين لتحويل الأفكار و الرسومات إلى قطع أزياء فعلية، من خلال مهاراتهم في الخياطة و القص التي تسهم في تحقيق التفاصيل و التصميمات المعقدة.
جودة الإنتاج، يلعب الخياطون دورًا حاسمًا في تحديد جودة المنتج بشكله النهائي، حيث أن الدقة في الخياطة و التشطيب تؤثر بشكل كبير على تقدير العملاء للعلامة التجارية و على سمعتها في السوق.
سرعة الإنتاج، إن سرعة الخياطة للخياطين و فعاليتها في إنتاج الكميات الكبيرة أمورًا حيوية في الصناعة، و القدرة على الالتزام بالجداول الزمنية وتلبية الطلب المتزايد تعتمد جزئيًا على أداء وكفاءة الخياطين.
الابتكار التقني، يلعب الخياطون دورًا في تطوير تقنيات الخياطة والتقنيات المستخدمة في الصناعة، و ذلك يشمل التجارب مع مواد جديدة واستخدام تقنيات متقدمة لتحسين جودة وكفاءة الإنتاج.
التكامل في سلسلة الإمداد، الخياطون يتفاعلون مع مراحل متقدمة من سلاسل الإمداد، بما في ذلك اختيار المواد الخام والتصميم والتجميع، والتعاون الجيد مع الأقسام الأخرى في صناعة الأزياء يساهم في تحسين كفاءة الإنتاج بشكل عام.
ويعد الخياط جزءًا حيويًا و هام من عملية إنتاج الأزياء وله تأثير كبير على الجودة والكفاءة والإبداع في صناعة سواء من خلال أعماله في قطاع الإنتاج العام أو قطاع الإنتاج حسب الطلب.
ومع ما تشهده صناعة الأزياء في الوقت الحالي من مطالبات في تعديل نهج صناعتها للحد من آثارها القائمة على البيئة والانسان وكذلك الوعي من بعض قادة الموضة في الصناعة حول الاستدامة وأهميتها والحاجة الى العودة الى التصميم والإنتاج حسب الطلب والعمل على تغيير مفهوم الأزياء السريعة الى أزياء مستدامة وذات جودة عالية، أصبح هناك اتجاه نوعاً ما نحو العمل مع الخياطين في تصميم الملابس وإبراز أهميتهم في الاستدامة وقلة الهدر الحاصل بالإضافة إلى نشر ثقافة التميز وفق شخصية المستهلك وتفضيله الشخصي
لكن بما أننا نعيش في القرن الواحد والعشرين ونتحرك في بيئة سريعة الخطى فمن المهم على الخياطين في قطاع التصميم والإنتاج حسب الطلب العمل على ادخال التكنولوجيا والنهج الحديث في أعمالهم للعمل على اقتناص الفرص المتاحة في القطاع وتقديم خدمات متميزة للكسب في ظل هذه المنافسة القائمة، وفهم حاجات المستهلك المتغيرة كذلك.