لا تزال صناعة الأزياء حول العالم تواجه تحديات وانتقادات بسبب نهج العمل في الإنتاج والمشاكل والآثار المترتبة من هذا النهج على الإنسان والبيئة وكردة فعل لهذه التحديات والانتقادات التزمت الصناعة بتبني العديد من التغيرات للعمل على استدامة نهج العمل في الوقت الحالي. وأصبح المستهلك اليوم والعالم أكثر وعيا وحرصا تجاه الاستدامة ليس فقط في صناعة الأزياء ولكن في الصناعات ككل.
فنشأة مفهوم الغسيل الأخضر وهو يعبر عن عملية نقل انطباع خاطئ وتقديم معلومات غير صحيحة ومضللة حول سلامة المنتجات المقدمة من مختلف الشركات تجاه البيئة والإنسان، أي هو تكنيك تستخدمه بعض العلامات التجارية لكي تبدو كأنها علامات تجارية مستدامة، من أجل الاستفادة من الطلب المتزايد للمنتجات الصديقة للبيئة خاصة مع جيل الألفية الحالي والذين يمثلون ربع سكان العالم ومطالباتهم تجاه توفير وتقديم منتجات مستدامة.
وعبر تقرير قدمته مؤسسة Changing Markets Foundation عن استدامة صناعة الأزياء في مناطق الاتحاد الأوروبي فقط. أعلنت أنه وبنسبة 60% هي ادعاءات مضللة وغير صحيحة. وهذه الادعاءات بسبب زيادة المبيعات لهذه الشركات والعمل على كسب مستهلكين جدد مهتمين بالبيئة والاستدامة.
وتعددت طرق الغسيل الأخضر المستخدمة من قبل الشركات، فالبعض يدعي استخدامه للمنتجات المعاد تدويرها (PET) في ألياف الأنسجة المستخدمة. والبعض الآخر يستخدم العلامات البيئة ويصدر شهادات بيئية غير مرخصة تجاه استدامة منتجاته من أجل تضليل المستخدم حول هذه المنتجات وكسب ثقته واهتمامه. كما أن بعض الشركات الأخرى تدعي سلامة مصانعها وتحقيقها للأجر العادل وساعات العمل المحددة للعاملين. ولم تكتف الادعاءات للغسيل الأخضر على الشركات والمنتجات المقدمة، بل بعض المراكز والهيئات المهتمة بالبيئة والمنتجات الصديقة للبيئة دخلت في مجال الادعاءات المضللة كذلك من خلال أعمالها القائمة.
وعلى الرغم من أن المستقبل المستدام في صناعة الأزياء أمر لا بد منه وقد يستغرق وقتا للعمل على تغيير السياسات القائمة حاليا والممارسات الخاطئة مثله مثل أي صناعة أخرى. لكن لا بد من الوعي حول عملية الغسيل الأخضر ومخاطرها، والبحث عن الشركات والمؤسسات الصادقة في عملية التحول نحو الاستدامة للعمل على تمكين وجودها وتحسين العمل القائم.