تم الاهتمام بشكل كبير بالقضايا البيئية وخاصة صناعة المنسوجات والملابس، وهي صناعة غير معروفة بالود البيئي خاصة خلال السنوات السابقة، حيث تعد صناعة النسيج ثاني أكبر ملوث في العالم للبيئة بعد صناعة النفط. وتُؤثر هذه الصناعة على البيئة بأكثر من 92 مليون طن من النفايات المنتجة سنويًا و1.5 تريليون لتر من المياه المستهلكة وتنتج 8-10٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية ومسؤولة عن حوالي 20٪ من تلوث المياه الصناعية، لذلك هناك حاجة ملحة إلى اتباع نهج جديد في الصناعة الحالية، والعمل على إيجاد واستخدام مواد صديقة للبيئة.
ومع التطور في التقنيات والأبحاث في هذه الصناعة شهدت ظهور جيل جديد من المواد المساهمة والصديقة للبيئة، ومن أبرز المواد الجديدة في صناعة الأزياء وذات المصدر الطبيعي غير الحيواني هي الجلود النباتية، وهي جلود تصنع باستخدام مواد مبتكرة وذات مصدر نباتي متنوع. سواء كان عن طريق زراعة الخلايا البيولوجية أو باستخدام بقايا الطعام، وبالرغم من كون عملية صناعة هذه الجلود النباتية قد تتطلب وجود مواد صناعية وبوليمرات وغيرها للعمل على إيجاد مركبات يمكن من خلالها توظيف المصادر النباتية والعمل على تحويلها إلى جلود إلا أنها تميزت بالاستدامة وسهولة تحللها، بالإضافة إلى استهلاكها القليل لمصادر المياه مقارنة بالجلود الحيوانية والصناعية، وكذلك نفايات هذه الجلود تكون صديقة للبيئة وتستخدم كسماد للزراعة.
ومن أمثلة مصادر هذه الجلود النباتية أوراق الأناناس وقشوره، والعنب، وبعض أنواع الفطر تكون أليافه مصدرا جيدا لهذا النوع من الجلود، بالإضافة إلى الخميرة والبروتين المكون لها. كما أن الجلود النباتية تتميز بمرونتها وقوتها ومقاومتها للماء والأشعة فوق البنفسجية، ويسهل العناية بها، كما تكون نسبة تآكلها قليلة مقارنة بالجلود الصناعية.
ومع الحراك الذي يشهده قطاع صناعة الأزياء بتعزيز الاستدامة في جميع منتجاتها المختلفة والمطالبة بإيجاد البدائل الصديقة للبيئة وذات جودة عالية، اتجه كثير من الشركات العالمية وحتى دور الأزياء الراقية إلى استخدام هذه الجلود كمواد جديدة وبديلة للمصادر الحالية سواء كانت حيوانية أو صناعية. والعمل على تسويق منتجاتها باستخدام مواد الجيل الجديد في هذه الصناعة لمواكبة التغير الحالي، بالإضافة إلى تعزيز مسؤوليتهم تجاه البيئة والموارد.