تاريخ

الأزياء المسرحية وتاريخها

22 يناير، 2024

يعود تاريخ الأزياء المسرحية الى العصور القديمة أي إلى ما قبل الميلاد وبدأت تقريبا في اليونان عبر تقديم مسرحيات دينية قصصية. ومع مرور الزمن والتغيرات التي حصلت تطورت أزياء المسرح على مراحل عديدة بدايتها في العصور القديمة والوسطى وكانت تستخدم الأزياء المسرحية في مسارح اليونان وروما وكانت تقتصر الأزياء على تقديم ما يعكس طابع الزمان والقصة آنذاك سواء بشكل حقيقي واقعي أو فني روائي أو حالم خيالي.

وتصميم الأزياء المسرحية يختلف بشكل كبير عن تصميم الأزياء، ولكن يتفق معه في الأساسيات العملية لتنفيذه، حيث تتطلب الأزياء المسرحية اهتمام خاص للشخصيات القصصية وتوجيه الانتباه المرئي لهم خلال العرض المسرحي، وتعزيز القصة من خلال العمل على تحقيق التأثير البصري والفني المراد الإشارة إليه لهذا المسرح القصصي.

عصر النهضة والتصميم المسرحي

وخلال عصر النهضة وما بعده الذي اتسم بالعصر الفني خاصة في أوربا شهد المسرح تطور كبير في تقديم أنواع مختلفة من الأفكار والقصص المسرحية مما انعكس ذلك على أزياء المسرح وكيف تم تصوير الشخصيات المختلفة بأشكال واقعية وبأزياء ذات احترافية عالية وبأفكار إبداعية وتقنيات حرفية، فأصبحت الأزياء تعمل على عكس الشخصية وطابع الزمان والمكان بشكل بارز وملفت للجمهور. مما أدى ذلك إلى إنشاء شركات ومؤسسات متخصصة فقط في تقديم أزياء مسرحية تلبي احتياج الإنتاج المسرحي آنذاك وتنوعه فيما يقدمه من مسارح مختلفة في أوربا وغيرها.

أنواع الأزياء المسرحية

برزت أنواع عديدة من الأزياء المسرحية تختلف باختلاف نوع الإنتاج المسرحي المقدم والقصة التي تروى ورؤية الفريق الإبداعي القائم على العمل المسرحي واخراجه، لأن للأزياء المسرحية دور حاسم في إيصال الشخصيات والمشاعر والاحداث بصورة فنية خيالية ابداعية. ومن أهم هذه الأنواع أزياء مسرحية تاريخية أي انها تعكس تلك الحقبة من الزمان وعاداتهم وافكارهم الثقافية، النوع الآخر هو الأزياء المسرحية المعاصرة ونشأت هذه الأزياء من مفهوم قصص تعكس الوقت الحالي لكن من منظور فني مسرحي ابداعي، وأما النوع الآخر هو أزياء مسرحية خيالية وتتميز بكونها خارجة عن المألوف بشكل ملفت لشخصيات خيالية من القصص لا يصدقها العقل أو المنطق يبرز من خلالها مفهوم الابداع المطلق، كذلك نوع أزياء الأوبرا أو البالية وتتميز هذه الأزياء بأنها تعكس المسرح القصصي الموسيقي بشكل فاخر معبره عمن يرتديها أثناء الأداء. ولطالما اعتبرت الأزياء المسرحية بمختلف أنواعها تحدي كبير يواجه الفريق الإنتاجي القائم على هذه الأزياء لما تتطلب من أفكار إبداعية لقطع منفذة باحترافية عالية.

مستقبل الأزياء المسرحية

ولا يمكن أن نغفل عن أهمية مستقبل الأزياء المسرحية الذي يشهده قطاع صناعة الموضة والأزياء حيث تعتبر أزياء المسرح جزء لا يتجزأ منه. وكونه سوق مستهدف خاصة في المملكة العربية السعودية من خلال هيئة الأزياء وهيئة المسرح والفنون الادائية للعمل على تقديم مجموعة متنوعة ومتعددة من الأزياء المسرحية تعكس تراث المملكة الزاخر وثقافتها بصور متنوعة لأعمال مسرحية عالميه وكذلك تعكس الابداع لصناعة المصممين السعوديين وفريق الإنتاج ككل.

وللتكنولوجيا نصيب عالي من مستقبل أزياء المسرح كون أن التقنية هي المستقبل في مختلف المجالات، حيث يمكن أن تشهد الأزياء المسرحية لمختلف أنواعها استخدام أقمشة ذكية تتفاعل مع مشاعر الشخصيات أو الإضاءة المسلطة عليها أو حتى مع الجمهور الحاضر لهذه المسرحية لخلق تجربة إبداعية لا تنسى، أو حتى الاستفادة من الذكاء الصناعي الذي يعتبر من أقوى أدوات العصر الحديث في تقديم أفكار غير مسبوقة لتصاميم الأزياء المسرحية. ويمكن القول أن مجال الأزياء المسرحية مجال فني ابداعي قائم على الرؤية الفنية للفنانين القائمة بشكل قوي على إيصال المشاعر والشخصيات والقصص المسرحية من خلال ما يقدموه من قطع منفذه تستحوذ على الانتباه وتعكس بصورة إبداعية على المسرح.