ازياء

أزمة الموضة والأزياء من الإنتاج إلى الإفراط

18 يناير، 2024

لا يخفى على أحد أن صناعة الأزياء تعد من أكبر الصناعات في الوقت الحالي، وتسعى معظم الدول إلى الإنتاج في هذه الصناعة من أجل تصديرها على اعتبار  أنها صناعة مهمة. ومع التقدم التكنولوجي الحاصل في صناعة الأزياء والتغيرات في الثروة للمستهلكين والنمو المتسارع بسبب عولمة هذه الصناعة وتغيرات سوق البيع بالتجزئة والطلب المتزايد عليها أدى ذلك إلى العمل على إنتاج الأزياء بشكل مفرط يفوق الحاجة.

تأثير صناعة الأزياء على العالم

حيث تعد صناعة الأزياء ثاني أكبر ملوث في العالم للبيئة بعد صناعة النفط. وتؤثر هذه الصناعة على البيئة بأكثر من 92 مليون طن من النفايات، و1.5 تريليون لتر من المياه المستهلكة وتنتج 8-10٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وهي مسؤولة عن حوالي 20٪ من تلوث المياه الصناعية الناتج عن معالجة النسيج والصباغة. وعلى الرغم من الآثار البيئية التي تم الإعلان عنها على نطاق واسع في كثير من الدراسات، فإن الصناعة تستمر في النمو، ويرجع ذلك جزئيًا إلى ظهور أنماط الموضة الحالية في صناعة الأزياء التي تعزز من الاستهلاك.

وفقا لشركة McKinsey في تقرير أصدرته أن الملابس من عام 2000 تضاعف إنتاجها بشكل مفرط، وقلّ استخدام القطع الملبسة بنسبة 36% لكل شخص، وحسب إحصائية صادرة من معهد الموارد العالمية فإنه في كل عام يتم تصنيع 20 قطعة للشخص الواحد حول العالم.

صناعة الأزياء اليوم

كيف الواقع اليوم؟ ومع الإفراط في عملية الإنتاج في صناعة الأزياء يلجأ كثير من الشركات حول العالم إلى العمل على إتلاف وحرق منتجاتها خاصة بعد نفاد جميع الحيل الممكنة في بيعها. وبعض التقارير تفيد بأن 1% فقط من الملابس غير المبيعة بعد إنتاجها يتم إعادة تدويرها، أما الباقي يكون كنفايات للصناعة بسبب الفائض، وبالتالي يوجد هدر كبير ومبالغة في الإنتاج تسبب مشاكل متنوعة.

والإفراط في الإنتاج ليس بالضرورة يكون نتيجة سوء تقدير. بل يعتبر التجار أنه من الأسهل والأرخص الطلب بكميات كبيرة ومن ثم التعامل مع الفائض. بالإضافة إلى كونهم يتعاملون مع الطلب المتزايد للاستهلاك وتوفيره بأسرع وقت فبالتالي المسؤولية تقع على الجميع.

وعلى الرغم من كون جميع الحلول يتم العمل بها وممارستها حتى ولو بشكل بسيط لكن أن يكون الإنتاج عند الطلب ممكنا هو الحل الأمثل، والعمل على توعية المستهلك وتوجيهه نحو الموضة المستدامة هو الأفضل. لأن الشراء حسب الحاجة وبذكاء هو العامل الأساسي في تخفيف الإنتاج السريع والفائض عن الحاجة.